بعد الحمل والولادة وما يصاحبهما من متاعب ومصاعب تمر بها الأم وطفلها تأتي مرحلة فطام الطفل من الرضاعة الطبيعية، وهي من المراحل الصعبة للطفل والأم خاصةً مع الطفل الأول، بسبب تعلق الأم به وعدم تحمل بكائه، فالرضاعة لا تقتصر على التغذية فحسب بل هي علاقة خاصة وتجربة عاطفية تجمع بين الأم وطفلها.
لذا ينصح الأطباء بعدم فطام الطفل قبل أن يبلغ عامًا ونصف أو عامين، كي يحصل جسمه على ما يحتاجه من العناصر الغذائية والأجسام المضادة من حليب الأم، ولا تتأثر نفسيته أو مشاعره نتيجة الفطام. أحيانًا ما يلجأ بعض الأمهات إلى منع الرضاعة الطبيعية فجأة، وهو خطأ كبير يسبب الكثير من المشكلات النفسية للطفل لاحقًا.
ما هو فطام الطفل؟
المقصود بفطام الطفل هو التوقف عن إرضاع الطفل من ثدي أمه، وترجع صعوبة الأمر لاعتياد الطفل على الثدي منذ ولادته، وهذا يشعره بالحب والأمان، لذا يشعر الطفل بالحزن في بدء الفطام ويبكي باستمرار وقد ترتفع درجة حرارته.
لذلك على الأم أن تفطم الطفل تدريجيًا بعد أن يتم عامه الأول، وهناك أسئلة تساور الكثير من الأمهات، مثل: طريقة الفطام الصحيحة، وكيفية تجاوز مرحلة الفطام بأمان. فيما يلي بعض طرق الفطام التي يمكن للأمهات اتباعها كي تمر هذه المرحلة بسلام، ودون أن يتأثر الطفل جسمانيًا أو نفسيًا.
خطوات فطام الطفل عن الرضاعة الطبيعية:
- قللي عدد مرات الرضاعة الطبيعية تدريجيًا خلال اليوم، مع تقليل مدة كل جلسة للرضاعة. اختصري وقت الرضاعة من عشر دقائق إلى خمس دقائق، حتى وإن لم يشبع الطفل.
- أطعمي الطفل بوجبات أخرى إذا شعر بالجوع، مثل الأرز المسلوق مع خضار مهروسة، أو الحليب الصناعي.
- احتفظي برضعة ليلية ما قبل النوم، لتكون هي الرضاعة الوحيدة خلال اليوم، حيث تساعد في الهدوء وتسهيل عملية النوم.
- تجنبي فطام الطفل في فصل الصيف لتجنب الإصابة بالنزلات المعوية، وتأكدي من جودة صحة الطفل قبل البدء في عملية الفطام.
- ارتدي ملابس تغطي الصدر خلال مرحلة الفطام لمساعدة الطفل على التكيف ونسيان الرضاعة.
- جهزي الألعاب والهدايا لتشتيت انتباه الطفل عن الرضاعة، وقدميها عندما يظهر الرغبة في الرضاعة.
- قللي تدريجيًا من عدد الرضعات الطبيعية إلى مرتين يوميًا لمدة أسبوع، ثم مرة يوميًا لمدة ثلاثة أيام، وهكذا حتى تتوقفي نهائيًا.
- غيّري عادات الطفل قبل النوم، مثل منحه حمامًا دافئًا أو المشي به، لتسهيل عملية الفطام وتهدئة الطفل.
- حافظي على التواصل الحميم مع الطفل خلال مرحلة الفطام، وامنحيه الراحة والأمان لتخفيف مشاعر الإهمال.
أطعمة للطفل عند الفطام وبعده:
في هذه المرحلة، يفضل أن يكون الطعام متوازنًا وسهل الهضم ، بعض الأفكار المناسبة لطعام الطفل عند الفطام تشمل:
- زبادي بقطع الفواكه الطبيعية: يعتبر الزبادي مصدرًا جيدًا للكالسيوم والبروتين، وبإضافة قطع من الفواكه الطبيعية مثل الفراولة أو الموز، يمكن تحسين طعمه وزيادة قيمته الغذائية.
- بسكويت بالحليب وموزة مهروسة: يمكن تقديم بسكويت مهروس بالحليب كوجبة خفيفة للطفل، مع إضافة موزة مهروسة لتقديم نكهة وعناصر غذائية إضافية.
- شوربة عدس بالخضروات والدجاج: يمكن تقديم شوربة عدس غنية بالخضروات والدجاج المهروس بالخلاط. هذه الشوربة تقدم مزيجًا متنوعًا من العناصر الغذائية الهامة.
- بطاطس مهروسة مع شوربة لسان عصفور وقطع الدجاج: يمكن تقديم بطاطس مهروسة برفق مع شوربة لسان عصفور وقطع صغيرة من الدجاج. هذه الوجبة تحتوي على كمية جيدة من الكربوهيدرات والبروتين.
- توفير مجموعة متنوعة من الخضروات المهروسة: قدمي خضارًا مهروسة مثل الجزر، البطاطس، والكوسا. يمكن تقديمها بشكل منفصل أو مختلطة لتقديم تجربة تذوق متنوعة.
- تقديم الفواكه المهروسة: قمي بتقديم مزيج من الفواكه المهروسة مثل الموز، الأفوكادو، والتفاح. توفر هذه الفواكه الفيتامينات والمعادن الضرورية.
- إدخال الحبوب الكاملة: يمكن تقديم حبوب الأرز المسلوقة أو الشوفان المهروس كمصدر للكربوهيدرات والألياف.
- حليب الأطفال: يمكن تقديم حليب صناعي خاص بالأطفال كبديل لحليب الأم. يحتوي حليب الأطفال على العناصر الغذائية الأساسية لدعم نمو الطفل.
أخيرًا، يجب على الأم اتباع طريقة فطام الطفل بحذر وتدريج، حيث يتم تقليل الرضاعات تدريجيًا.
يمكن أن تختلف استجابة الأطفال لهذه المرحلة، لذا يفضل التحلي بالصبر والتفهم وتقديم الدعم العاطفي للطفل أثناء هذه العملية.
تذكير بأهمية التواصل مع الطبيب أو الخبير في تغذية الأطفال للحصول على نصائح مخصصة للحالة الصحية والتغذوية للطفل.