مرض الصفراء عند حديثي الولادة من الأمراض الواردة كثيرًا، والتي يبدو معها الطفل خاملًا وغير قابل للرضاعة بصورة كافية، وينام كثيرًا، ويلاحظ الجمي من حوله أن حالته غير طبيعية، وعند ذلك الوقت يكون الطفل الرضيع مُصاب بالصفراء، وهي من الأمراض التي تكثر عند الولادة وتحتاج إلى علاج من أجل الوقاية من مضاعفاتها.
الصفراء عند حديثي الولادة
يحدث مرض الصفراء عند حديثي الولادة لأن هؤلاء الأطفال يكون لديهم مستوى مرتفع من بيليروبين الدم، وهو يتسبب في اصفرار الجلد لديهم، ويظهر اصفرار الجلد مع اصفرار بياض العين غالبًا ما بين اليوم الثاني والرابع للولادة، وتلك العلامة هي العلامة الرئيسية لمرض الصفراء، ولكي تتحقق الأم من إصابة طفلها بالصفراء يمكنها الضغط برفق على جبين الطفل أو أنفه، فإذا لاحظت أن البشرة أصبحت صفراء في المكان الذي ضغطت عليه فأن هناك احتمال بأن يكون لدى الطفل إصابة خفيفة.
وفي حالة عدم تغير اللون كأن يصبح لون البشرة أخف قليلًا من اللون الطبيعي للحظة فأن الطفل في تلك الحالة غير مصاب بالصفراء.
أسباب الصفراء لدى الرضع
يرجع السبب الرئيسي وراء الإصابة بالصفراء فرط بيليروبين الدم، والذي يعتبر السبب الأساسي لليرقان، فهو المسؤول عن اللون الأصفر، وهو جزءًا طبيعيًا من الصباغ الذي ينطلق من إنهيار خلايا الدم الحمراء، فينتج المواليد الجدد البيليروبين أكثر مما ينتجه البالغين، ويرجع هذا إلى زيادة الإنتاج وانهيار خلايا الدم الحمراء بشكل أسرع في بداية الأيام الأولى من حياة الطفل، ففي أغلب الأحيان يقوم الكبد بترشيح البيليروبين من مجرى الدم وإطلاقه في الأمعاء، ويكون من الصعب على الكبد الناضج لحديثي الولادة إزالة البيليروبين بسرعة كافية، ولذلك يحدث مرض الصفراء.
يطلق على اليرقان الذي يحدث في تلك الفترة لحديثي الولادة اسم اليرقان الفسيولوجي، وهو يظهر في أغلب الأحيان في اليوم الثاني أو الثالث من الولادة، ولا يتوقف السبب بالإصابة بالصفراء على هذا الشيء فقط، لأنه من الممكن أن يكون هناك اضطرابات كامنة تسبب اليرقان عند الرضع، وفي بعض الحالات قد تسبب الصفراء العديد من الأعراض، مثل النزيف الداخلي، والعدوى في دم الطفل، والالتهابات الفيروسية والبكتيرية، والخلل في خلايا الدم الحمراء، ويحتاج مرض الصفراء كغيره من الأمراض بالعناية بالطفل الرضيع للتخلص من المرض دون أي مضاعفات.
علاج الصفراء لدى الأطفال
يمكن علاج الصفراء عند حديثي الولادة بواسطة الضوء، وهي في الغالب تزول في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من تلقاء نفسها، ولكن بالنسبة لليرقان المتوسط إلى الشديد، قد يحتاج معه الطفل إلى فترة بقاء في الحضانة أو المستشفى، والعلاج بالضوء من أهم طرق العلاج، ويتم فيه وضع الطفل تحت مصباح خاص لينبعث منه الضوء في الطيف الأزرق والأخضر، فيغير الضوء شكل وهيكل جزيئات البيليروبين، وفي أثناء العلاج لا يرتدي الطفل سوى الحفاضات وواقي للعين.
علاج الصفراء بالجلوبولين المناعي
يرتبط هذا النوع من العلاج بطبيعة اليرقان، حيث أنه في حالة كان الطفل حاملًا لبعض الأجسام المضادة من الأم، والتي تسهم في الانهيار السريع لخلايا الدم الحمراء للطفل، ويؤدي نقل الجلوبولين المناعي عن طريق الوريد إلى تقليل مستويات الأجسام المضادة، ويساد في علاجها.
علاج الصفراء بنقل الدم
تُعد تلك الحالة من الحالات النادرة، والتي يكون فيها اليرقان حاد وغير مستجيب للعلاجات الأخرى، ويحتاج الطفل في تلك الحالة إلى نقل الدم المتبادل، ويكون بسحب كميات صغيرة من الدم بشكل متكرر واستبدالها بدم من متبرع، من أجل تخفيف البيليروبين والأجسام المضادة للأم، ويتم تنفيذ هذا الإجراء في العناية المركزة لحديثي الولادة.