الرضاعة الطبيعية، هي الطريقة الفطرية الأساسية في إطعام طفلك في الأشهر الأولى من حياته. توفر الرضاعة الطبيعية كل المواد الغذائية التي يحتاجها، إضافةً إلى إرضاء جوعه وعطشه. كما تساعد أيضاً على خلق رابط من المحبة بينك وبين طفلك.
وفي حين أن بعض النساء غير قادرات على الرضاعة إلا أن البعض الآخر يختار ببساطة عدم القيام بذلك على الرغم من الفوائد الصحية العديدة التي توفرها الرضاعة الطبيعية لكِ ولطفلك.
فوائد الرضاعة الطبيعية
- يوفر حليب الأم التغذية المثالية للطفل: توصي المنظمات الصحية بالرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر على الأقل.
يحتوي حليب الأم على كل ما يحتاجه الطفل في الأشهر الستة الأولى من حياته، حيث يتغير تكوين الحليب وفقاً لاحتياجات الطفل المتغيرة، خاصةً خلال الشهر الأول.
خلال الأيام الأولى من الولادة، يفرز الثديان سائلاً سميكاً أصفر اللون يسمى اللبأ. اللبأ هو الغذاء الأول المثالي للقناة الهضمية للمولود، فهو غني بالبروتين، وقليل السكر، ومحمل بالعديد من العناصر الغذائية.
الشيء الوحيد الذي يفتقر إليه حليب الأم هو فيتامين د. وما لم تحصل الأم على كميات كافية منه، فلن يوفره حليب الثدي. لذلك، ولتعويض ذلك النقص يوصَى عادة باستخدام قطرات فيتامين د من عمر 2-4 أسابيع.
- يحتوي حليب الأم على الأجسام المضادة اللازمة للطفل: يعد حليب الأم غذاءاً غنياً بالأجسام المضادة التي تساعد طفلك على محاربة الفيروسات والبكتيريا. ينطبق هذا بشكل خاص على اللبأ (أول حليب يفرز من الثدي).
يوفر اللبأ كميات كبيرة من الأجسام المضادة المناعية (IgA)، إضافةً إلى العديد من الأجسام المضادة الأخرى، عندما تتعرض الأم للبكتيريا أو الفيروسات، يبدأ الجسم في إنتاج الأجسام المضادة،و من ثم تُفرَز هذه الأجسام في حليب الثدي وتنتقل إلى الطفل أثناء الرضاعة.
تحمي أجسام IgA الطفل من الإصابة بالمرض عن طريق تكوين طبقة واقية في أنف الطفل وحلقه وجهازه الهضمي. لذلك فإن الأمهات المرضعات المصابات بمرض الأنفلونزا مثلاً قد يزوّدن أطفالهن بالأجسام المضادة التي تساعدهم على محاربة العامل المسبب لهذا المرض.
- تحافظ الرضاعة الطبيعية على الوزن الصحي لطفلك: تحفز الرضاعة الطبيعية الزيادة الصحية لوزن الطفل الرضيع وتحميه من السِمنة، فتشير الدراسات إلى أن الاطفال الحاصلون على الرضاعة الطبيعية تنخفض معدلات السمنة لديهم بنسبة 15 إلى 30 % مقارنةً بالأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي.
ويرجع ذلك إلى حصول الطفل على كميات أكبر من بكتيريا الأمعاء النافعة التي تنتقل إليه عن طريق حليب الأم والتي تؤثر على تخزين الدهون.
أيضاً الأطفال الذين يتغذون على لبن الأم تكون لديهم مستويات أعلى من هرمون اللبتين (leptin)، وهو هرمون يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم الشهية وتخزين الدهون في الجسم.
- قد تجعل الرضاعة الطبيعية طفلك أكثر ذكاءًا: تشير بعض الدراسات إلى وجود اختلاف في نمو الدماغ لدى الأطفال الذين يحصلون على حليب الأم مقارنة بالأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي
وقد يكون السبب في ذلك هو الحميمية الجسدية واللمس والاتصال البصري المرتبط بالرضاعة الطبيعية، كما تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يحصلون على رضاعة طبيعية يصبحون أكثر ذكاءًا وتنخفض نسبة تعرضهم لمشاكل في السلوك والتعلم فيما بعد.
- تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر إصابة طفلك بالأمراض: عند حصول طفلك على حليب الثدي مباشرة يقل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض بما في ذلك:
- التهابات الأذن الوسطى.
- التهابات الجهاز التنفسي.
- نزلات البرد.
- التهاب الأمعاء.
- أمراض الحساسية.
- الاضطرابات الهضمية.
- داء السكري.
- سرطان الدم لدى الأطفال.
- تساعد الرضاعة الطبيعية على انكماش الرحم: خلال فترة الحمل ينمو الرحم بشكل كبير ويتحول من حجم الكمثرى ليملأ مساحة البطن بالكامل تقريباً.
بعد الولادة يمر الرحم بعملية تسمى الانحسار والتي يعود فيها إلى حجمه السابق، ويساعد هرمون الأوكسيتوسين (Oxytocin) -وهو هرمون يزداد خلال فترة الحمل- على إتمام هذه العملية.
يزداد هذا الهرمون أثناء المخاض للمساعدة في ولادة الطفل وتقليل النزيف كما يزداد أثناء فترة الرضاعة الطبيعية فيحفز تقلصات الرحم مما يساعد في عودته إلى الحجم الطبيعي.
- انخفاض خطر تعرض الأمهات المرضعات للاكتئاب: اكتئاب ما بعد الولادة أحد أشهر الاضطرابات النفسية التي تؤثر على ما يقرب من 15% من الأمهات بعد الولادة.
أشارت الدراسات إلى أن النساء اللاتي يرضعن أطفالهن بشكل طبيعي أقل عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة مقارنة بالنساء اللاتي لا يرضعن.
تسبب الرضاعة الطبيعية تغيرات هرمونية، منها زيادة هرمون الأوكسيتوسين والذي يتميز بخصائص مضادة للقلق، كما أنه يعزز الاسترخاء وترابط الأم والطفل.
إذا كنتِ غير قادرة على الرضاعة الطبيعية فلا تزال الرضاعة الصناعية حلاً بديلاً وجيداً وسيمد طفلك بالعناصر الغذائية التي يحتاجها.
لكن تظل الرضاعة الطبيعية وسيلة لخلق رابط من المحبة بينك وبين مولودك الصغير، إضافة إلى إمداد طفلك بالأجسام المضادة والعناصر الأخرى التي تحميه، وتقيه من الإصابة بكثير من الأمراض.