التوحد عند الاطفال الأعراض والأسباب والعلاج

التوحد عند الاطفال من بين الأمراض التي ظهرت بكثرة في الآونة الأخيرة لأسباب أو لأخرى سنذكرها لك بالتفصيل، ويعرف كذلك باسم “الذاتوية”.

وهو عبارة عن خلل في الأعصاب وخلل في نمو الدماغ بالشكل الطبيعي المعروف، والذي يؤدي للعديد من المشاكل التي تظهر على الطفل في بعض الأحيان قبل سن الثلاث سنوات، وفي أحيان أخرى تظهر الأعراض الواضحة بعد سن الثلاث سنوات،وهذه الأعراض تجعله غير قادر على التواصل مع الآخرين بالشكل الطبيعي المعتاد.

وإلى الآن يتم التجارب على عدة علاجات للتوحد منها علاجات سلوكية، وعلاجات دوائية وغيرها التي أظهرت نتائج جيدة وتحسن ملحوظ في أحيان كثيرة، لكن كعلاج نهائي وواضح للتوحد لم يظهر هذا حتى الآن، لكن سنذكر لك علاج التوحد عند الأطفال المتبع خلال هذه الفترة.

وسنذكر لك في هذا المقال أعراض التوحد التي تظهر في السنوات الأولى، مع ذكر أهم اسباب التوحد المعروفة والمنتشرة، والأعراض التي تظهر بعد ذلك، ثم نتطرق لذكر العلاجات بشئ من التفصيل.

اسباب التوحد عند الاطفال

الاسباب في هذا المرض متنوعة ومختلفة لكن ليست قاطعة أنها المسببة للمرض، وقد يجدها البعض عادية، وقد تكون على غير العادة، لكن بشكل عام هناك مجموعة من اسباب مرض التوحد عند الأطفال تؤدي لظهور المرض بشكل عام ويراها الأطباء من مسببات المرض، نلخصها لك في التالي:

مشاكل وأمراض وراثية تؤدي للتوحد

وهذا ما تحدث عنه الأطباء أن هناك مجموعة من الاعتلالات الوراثية التي قد تكون مسببة لظهور المرض، أو أن بعضها يجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالتوحد، وهي عبارة عن بعض المشاكل التي تؤثر على عمل الدماغ، أو تسبب شئ من الخلل في النمو الطبيعي للأعصاب أو الدماغ،

لكن بشكل عام وعن طريق دراسات عادة أثبت الأطباء أن الجينات من بين عوامل ظهور مرض “الذاتوية” التوحد عند الأطفال ، وقد يظهر المرض بلا مشاكل وراثية سابقة كذلك.

التوحد الناتج عن عوامل بيئية وصحية

وهذا ما يتم دراسته منذ فترة طويلة على يد العديد من الأطباء عن أنه مع المشاكل البيئية المحيطة كتلوث الهواء وكثرة انتشار الغبار والأوبئة والعدوى الفيروسية قد تكون من بين عوامل وأسباب التوحد عند الاطفال وسبب لمشاكل صحية أخرى تتعلق بالنمو الطبيعي للطفل، ويرى البعض أنها قد تكون عوامل محفزة لظهور هذا المرض.

عوامل أخرى للتوحد عند الاطفال

حيث يذكر الأطباء أن هناك أمور قد تؤدي لمرض التوحد كحالات الولادة التي يحدث بها مشاكل عند عملية الولادة، أو مشاكل في المخاض أثناء الولادة، ومجموعة من الأمور التي قد تسبب ذلك، بما في ذلك دور الجهاز المناعي في محاربة هذا المرض، أو مدى توافق هذا المرض مع عدة مشاكل صحية أخرى،

منها بعض الالتهابات التي تظهر في اللوزتين في الدماغ، وهي غالباً ما تكون مسب للمرض وتسبب مشاكل في النمو الطبيعي للخلايا والدماغ، مع مجموعة من اللقاحات التي يدرس الأطباء انها قد تكون سبب في ظهور المرض عند الأطفال مع أخذ هذه اللقاحات، وكلها أمور يحاول الأطباء ربطها ببعض للوقوف قدر الإمكان على مسببات المرض.

التوحد عند الاطفال

العوامل المؤدية لزيادة نسبة الإصابة بالتوحد

هناك عدة عوامل قد تشير إلى زيادة نسبة الإصابة بمرض التوحد عند الاطفال بشكل عام، وقد يظهر المرض عند الأشخاص من مناطق وأعراق مختلفة، لكن هناك عوامل قد ترفع مؤشر الإصابة، منها:

  1. جنس الطفل: وهو أمر أثبته الأطباء أن الأطفال الذكور أكثر عرضة للتوحد من الإناث بشكل عام بمعدل زيادة ثلاثة إلى أربعة أضعاف في المجمل.
  2. سن الأب وسن الأم: ويكون سن الأب من عوامل خطورة وظهور المرض حيث أظهرت الدراسات أن سن الأب الكبير تتعرض أطفاله للإصابة بالمرض بستة أضعاف ممن يتزوجون في سن مبكرة،
    فتقول الدراسات أن زيادة الإصابة تزيد للأطفال ممن يولدون لأشخاص تزيد أعمارهم عن الأربعين سنة، بينما تقل هذه النسبة بشكل ملحوظ وبستة أضعاف تقريبا عمن يأتون لأشخاص تقل أعمارهم عن الثلاثين، وكذلك ثبت ارتباط كبر سن الأم بهذا المرض لكن بدرجات قليلة للغاية وغير مقلقة.
  3. التاريخ العائلي السابق: وهو أمر يتضح بشكل ملحوظ عند العائلات التي تمتلك أطفال مصابون بالذاتوية ” مرض التوحد” وهذا مؤشر أن معدل إصابة طفل أخر بالتوحد أو ظهور الأعراض على أطفال تكون عالية، وغالباً العائلات التي تعاني من هذا الانتشار يكون الآباء يعانون من مشاكل في النمو والمهارات ولو بشكل غير ملحوظ، أو لديهم بعض السلوكيات التوحدية وصعوبة في التطور في بعض المهارات.
  4. عوامل واضطرابات أخرى: وهذا أمر ثبت في الدراسات الخاصة بمرض الذاتوية التوحد للاطفال حيث تُخبر الدراسات أن الأطفال ممن لديهم مشاكل سابقة أو صحية كمتلازمة الكروموسوم، أو أمراض الصرع والنوبات، أو متلازمة توريت التي تسب مشاكل في الدماغ هم أكثر عروض لظهور التوحد لديهم.

اعراض التوحد عند الاطفال

التوحد له أعراض عديدة تظهر على الأطفال بمختلف أعمارهم، وبشكل عام هناك مجموعة من اعراض التوحد عند الاطفال التي توضح لك كأم أو كأب أو توضح للطبيب أن الطفل مصاب بمرض التوحد، وتنقسم الأعراض لقسمين، وكل قسم تظهر به عدة من الأعراض، والتفصيل يكون كالتالي:

القسم الأول: أعراض التوحد الاجتماعية ومشاكل اللغة والتواصل

ومجموعة الأعراض الاجتماعية لمرض التوحد عند الأطفال تظهر في عدة سلوكيات يقوم بها الطفل تثبت إصابته وهي كالتالي:

  • عندما تنادي طفلك لا يرد على اسمه في الغالب، وفي أحيان أخرى يتظاهر الطفل بأنه لا يسمع اسمه، أو قد يكون مشوش بين الأمرين معاً.
  • في أحيان كثيرة تكون الأعراض واضحة أكثر بعدم حديث الطفل أو عدم قدرته على النطق، أو قد يعاني من التأخر في النطق والكلام مع التهتهة، ، وغالباً لا يستطيع البدء بالحديث مع أحد.
  • يفقد الطفل طبيعة تعابير الوجه والتواصل بشكل عادي عن طريق العين، وتجد تعابير الوجه غير واضحة وغير مستقرة.
  • يميل الطفل للانطوائية بشكل دائم، ويفضل عدم الاختلاط بالأطفال والأشخاص ويقوم باللعب وحيداً.
  • لا يستطيع التعرف بشكل جيد على مشاعر الأخرين، ولا التعامل بشكل جيد مع المحيط الخاص به.
  • يتحدث ويبدأ الكلام في سن متأخرة عند مقارنة ذلك بالأطفال العاديين في نفس السن أو في سن أقل.
  • يتلعثم في الكلام والجمل بشكل واضح، ويستخدم الكلمات والعبارات في غير موضعها، مع تكرار للجمل  دون فائدة أو معنى.
  • أحياناً لا يتذكر جمل كان يتكلم بها في السابق، وينساها ولا يمكن أن يعبر بها مرة أخرى عند الكلام.
  • يستجيب لأصوات عالية أو غريبة كأبواق السيارت وأصوات مواء القطط، ونباح الكلاب، عكس استجابته للأصوات العادية والكلام.
  • يميل دائما لرفض العناقات والقبل، ويميل لسلوك غير عاطفي وغير متزن عاطفياً.
  • قد تظهر أعراض قوة في ذاكرة المصاب بمرض التوحد عند الاطفال تظهر جلية في الأرقام، الأغاني.

القسم الثاني: أعراض التوحد السلوكية للطفل

تظهر مجموعة من الأعراض السلوكية والعادات الغريبة عند طفل التوحد ، وأهم مجموعة الأعراض السلوكية والانفعالية والعادات الغريبة تكون كالتالي:

  • دائما ما يكون للطفل المصاب بالتوحد نمط حياة أو طبيعة معينة أو عادات يفعلها باستمرار، وعند حدوث تغيير في هذه العادات أو الأمور الذي يألفها تجده يتغير المزاج بسرعة كبيرة ويقوم بردود أفعال عدوانية وغريبة، ولا يقبل بهذا التغيير وتبدا رحلة من الانفعالات والانقلابات السلوكية.
  • دائما ما يقوم بمجموعة من السلوكيات شديدة التشويش أو الحركة، كالحركة المفرطة بلا فائدة، الدوران باستمرار، التأرجح، عمليات اهتزاز مستمرة لعدة دقائق أو ساعات، مجموعة من الحركات البهلوانية أو الصعود والنزول على السرائر في الغرف أو المكتبات، أو التلويح باليد وحركة الرجل المستمرة بطريقة معينة في حالة الجلوس على شئ مرتفع كالكرسي مثلا.
  • من اعراض التوحد عند الاطفال تركيزه على أمور وتفاصيل بعينها مع شدة الانبهار حولها كالتركيز على لف المروحة المنزلية أو انبهاره بدوران العجلات في السيارات اللعبة، أو التركيز على غرض معين داخل لعبة معينة.
  • القيام بمجموعة من الأفعال التي قد تسبب له ضرر واضح كضرب رأسه في الجدار، أو القيام بعد اليدين أو أجزاء من الجسم بشكل قوي، أو ضرب ساقة بشكل مستمر في الكرسي.
  • يقوم بحركات غير طبيعية وأنماط قد تبدو غريبة للأطفال العاديين كالمشي على أطرف أصابع القدم، كما يلاحظ عند الطفل المصاب بالتوحد أن لغة الجسد تبدو غير متناسقة ويظهر بها نوع من التصلب والتشنجات في بعض المواقع والأعضاء، مع حركات مبالغ فيها وردود أفعال غير متوقعة.
  • درجة الحساسية عند الطفل المصاب للأضواء والحرارة والنار تكون شديدة للغاية، ومع ذلك تجد تناقض بين الحساسية وعدم اكتراثه بالأمر أو عدم الشعور بالألم ويجازف في أمور غير متوقعة أو ضارة.
  • أحياناً يكون لديه ميول وتفضيلات للأطعمة والأشربة، حيث يحب تناول شئ معين بناءً على شكل الطعام أو لونه، وقد تجده لا يحب طعام أخر ويتجنبه، أو يتناول كمية من طعام معين فحسب، وقد يعتمد تناوله لبعض الأطعمة على ملمس الأطعمة وليس على شئ أخر.
  • عند طلب مشاركة شئ مع الآخرين قد يجد الطفل صعوبات بالغة، وعند مشاركة قصة معهم أو قراءة قصة للطفل المصاب يجد صعوبة في الإشارة لصور القصة في الكتاب أو على الجهاز اللوحي أو الهاتف،
    وهذه الفترة تتطلب جهد أكبر لتنمية مهارات الطفل سواء كان مصاب بدرجة أقل أو أكبر لأنها بعد ذلك قد تساعده على تنمية مهاراته، وقد تساعده على الاستجابة السريعة للعلاج.
  • بعد ذلك قد يستطيع الكثير من الأطفال مع تقدم السن تجاوز تلك المراحل والانخراط أكثر في الحياة الطبيعية وتعود الحياة الطبيعية بشكل تدريجي، وقد تزيد تلك الأعراض في العديد من الحالات كذلك وتسوء.
  • بعد ذلك قد يتسم قسم من الأطفال بهذه الأعراض بمعدلات ذكاء طبيعية وتحسن ملحوظ.
    وقد يظل قسم منهم بمعدلات ذكاء أقل، وقد يصبح مجموعة منهم جيدين في التعلم والفهم والاستيعاب، لكن تظل قدراتهم على التواصل في المواقف الاجتماعية بها صعوبات.
  • وهناك قسم من المصابين بمرض التوحد عند الصغار يصبحون أكثر ذكاءً، ويمتلكون مهارات استثنائية وقدرات فريدة في مجالات معينة كالرياضيات، الموسيقى، الفن، العلوم التطبيقية.
  • وبعد معرفة كل هذه الأعراض نتكلم عن علاج التوحد عند الأطفال بالطرق العلاجية المتنوعة، والمتبعة من قبل الأطباء باختلاف تخصصاتهم.
التوحد عند الاطفال

زيارة الطبيب لـ الكشف عن مرض الذاتوية عند الطفل

هناك حالات وأعراض بداية من سن شهور أو بالتحديد بداية من الشهر السادس تظهر على الأطفال، وعند ظهور هذه الحالات ينبغي مراجعة الطبيب وزيارته بطفلك لأنه قد يعاني من مرض التوحد عند الأطفال ، وقد تأتي زيارة الطبيب مبكراً بنتائج ايجابية، أو تساعد في الاستجابة السريعة لحالة طفلك، وهذه مجموعة من الأمور التي يجب عندها زيارة الطبيب:

  • عندما لا تجدين طفلك يستجيب بابتسامة أو بتعبير عن السعادة عند بلوغه تقريبا سادس شهر منذ ولادته.
  • عندما لا يقوم طفلك بتقليد الأصوات أو يقوم بتعبيرات الوجه ببلوغه شهره التاسع.
  • عندما تجديه يتلعثم ويتهته بالكلام أو يصدر صوتًا ببلوغه سن السنة الكاملة.
  • عندما لا يومئ الطفل بحركات مثل التلويح باليد أو الإشارة ببلوغه عمر سنة وشهرين.
  • عندما لا يقوم الطفل بنطق كلمات متفرقة وعديدة مع بلوغه عمر سنة و 4 شهور.
  • عندما لا يقوم بالتوجه لألعاب التخيل أو يبتعد عنها.
  • عندما لا تجدين طفلك ينطق عبارات تتألف من كلمتين أو جمل ببلوغه عمر سنتين.
  • عندما يفقد مهارات التواصل واللغة بشكل عام بعد هذا السن.
  • هذه كلها أمور يجب معها زيارة الطبيب لأن الذاتوية عند الاطفال “التوحد” تستدعي الطبيب ليكتشف الأمر ونبدأ في رحلة علاج التوحد عند الاطفال في سن مبكرة فغالبا ما تكون النتائج أفضل، والآن نتحدث عن العلاج.

علاج التوحد عند الأطفال

ذكرنا لكم أنه لم يحدد الأطباء والعلم علاج واحد محدد ومخصص لعلاج التوحد و الذاتوية عند الطفل ، لكن هناك علاجات سلوكية للتوحد وعلاجات أخرى قد تنتشر في المدارس وعند الأطباء وفي مراكز مخصصة للعلاج، لكن بشكل عام فإن طرق علاج التوحد عند الاطفال متعددة ولكن الطبيب يحدد الطرق المناسبة لكل شخص، وتتمثل في التالي:

  • علاجات سلوكية تتمثل في تغيير سلوك الطفل بعدة طرق معتمدة ومجربة وأحياناً يكون لها النصيب الأكبر في تغيير شخصية الطفل وسلوكه، وغالباً ما تأتي بنتائج جيدة مع العلاجات الأخرى عند استخدامها بشكل صحيح، وحسب حالة الطفل المصاب.
  • علاجات تربوية وتعليمية ولها أهمية بالغة في التغيير عن طريق التهذيب والتوجيه والتعليم للطفل بطرق تجعله يشعر بالملاحظة فيما قد لا يدركه إن ترك بلا تعليم أو توجيه.
  • العلاج الدوائي وهو من الأمور الذي يشرف عليها الطبيب المختص ويحددها بنفسه حسب الحالة، وقد يتم كتابة علاجات دوائية لـ التوحد عند الطفل مع أنواع العلاج الأخرى للتوحد .
  • يتجه البعض لاستخدام طرق بديلة في علاج التوحد عند الصغار كالعلاج باستخدام نظام غذائي مخصص للأطفال المصابين، أو باستخدام مجموعة  من الأعشاب التي تنمي العقل أو تساعد على التركيز ونمو المخ والأعصاب، أو استخدام طرق ابداعية ومجموعة من الألعاب والأمور المبتكرة والتي قد تأتي بنتائج ايجابية مع بعض الأطفال.

هذا كل شئ عن التوحد عند الأطفال الأعراض والأسباب والعلاج، ونتمنى أن نكون قدمنا لكم مقال شامل ووافي ومفيد، ونسعد دائما باستفساراتكم وتعليقاتكم

المقالات ذات الصلة